عملية الاستشهادي رائد مسك
نوع العملية : استشهادية . مكان العملية : غربي القدس في شارع "حاييم بارليف" في البؤرة الاستيطانية شموئيل هنفيه القريبة من حي مائه شعاريم المقابل لحي المصرارة . زمان وتاريخ العملية : الساعة التاسعة مساء يوم الثلاثاء 17 جمادى الثاني 1424هـ الموافق 19-8-2003م . المنفذ : الشهيد القسامي / رائد عبد الحميد مسك " أبو المؤمن " ( 29عاما ) من سكان الخليل . جهة التنفيذ : كتائب الشهيد عز الدين القسام . آلية التنفيذ : صعد المجاهد في حافلة صهيونية مزدوجة كانت مكتظة بالمستوطنين والصهاينة وفجر نفسه داخل الحافلة . خسائر العدو : مقتل 21 صهيونياً ، وجرح 136 آخرين جراح 12 منهم خطيرة . هدف العملية : العملية جاءت في إطار الرد على الخروقات الصهيونية واستمرار العدوان وعدم إطلاق سراح أسرانا وانتقاماً لروح القائد الشهيد عبد الله القواسمي وشهداء القسام في نابلس وقائد سرايا القدس في الخليل . تفاصيل العملية الاستشهادية وجهت المقاومة الفلسطينية ضربة جديدة للأمن الصهيوني حيث تمكن المجاهد القسامي رائد مسك من الخليل من الوصول إلى مدينة القدس رغم كافة الحواجز العسكرية وصعد في حافلة صهيونية مزدوجة كانت مكتظة بالمستوطنين والصهاينة وفجر نفسه داخل الحافلة مما أسفر عن مصرع 21 مستوطناً وإصابة أكثر من 136 في إحصائية أولية . وفور الهجوم الذي استهدف حافلة تابعة لشركة ايغد تحمل رقم 2 كانت تسير في البؤرة الاستيطانية شموئيل هنفيه القريبة من حي مائه شعاريم المقابل لحي المصرارة في شارع "حاييم بارليف" هرعت قوات كبيرة من الشرطة وخبراء المتفجرات وطواقم الإسعاف. وذكرت الشرطة الصهيونية أن الاستشهادي كان يتنكر بزي يهودي صعد إلى الحافلة عندما توقفت في حي مائه شعاريم الذي يسكنه المتطرفون اليهود . وأضافت هذه المصادر أن الاستشهادي فجر نفسه في الحافلة المزدوجة عندما كانت محاذية لحافلة أخرى وكان أمامها حافلة ثالثة مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف ركاب هذه الحافلات. وطاردت الشرطة الصهيونية سيارة قال مستوطنون يهود إنهم شاهدوها تغادر مكان الهجوم الفدائي. وضربت الشرطة الصهيونية طوقا عسكريا على مكان الانفجار وحلقت مروحية تابعة للشرطة الصهيونية في سماء مدينة القدس فيما قال مواطنون فلسطينيون إن الشرطة الصهيونية نصبت عشرات الحواجز العسكرية على مداخل المدينة. ونقلت سيارات الإسعاف المستوطنين الجرحى إلى مستشفيات بكور حوليم وهداسا بشقية الشرقي والغربي وتشعاري تصيدق . وذكرت الشرطة الصهيونية أن المجاهد الفلسطيني تمركز في وسط الحافلة المزدوجة ثم فجر نفسه محدثا دمارا كبيرا في الحافلة. دلالات العملية الاستشهادية 1-العملية الاستشهادية تحقق توازناً في الردع وترد على الخروقات الصهيوينة : من الدلالات الهامة لهذه العملية أنها أعطت مؤشراً على جهوزية الجناح العسكري لحركة حماس ، وأنّ جنود القسام على أتم الاستعداد للرد ومواصلة الجهاد ضد المحتل الجاثم على أرضنا ، وأن الهدنة لا تعني بحال إلقاء السلاح ، ولا التوقف عن أخذ العدة ومواجهة الصعاب . 2- ومن دلالات العملية قدرة جنود القسام على الوصول إلى أهدافهم وضرب العدو أينما وجد سواء في المستوطنات أو في قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 : فعلى الرغم من الحواجز الأمنية والحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال إضافة إلى الجدار الأمني الخانق .. كلها لم تكن لتوقف وصول القساميين إلى أهدافهم وتفجير عبواتهم وتحقيق الإثخان في العدو . 3-العملية الاستشهادية تضع حداً للخروقات الصهيوينة : شكلت هذه العملية صفعة موجعة للكيان الصهيوني ، وعقاباً بليغا على الخروقات المتكررة ، وقالت كلمتها بقوة : " أننا شعب نقرأ الواقع ولن نكون وحدنا الذين نتلقى الضربات ، بل إننا قادرون على رد الصاع بصاعين عن لم يكف الصاع الواحد بإيقاظ العدو من وهمه أننا نغط في سبات الهدنة فالكتائب بالمرصاد .. وإن كنا لم نرد على الخروقات سابقا التزاما منا لأننا أصحاب رسالة ونفهم من وحي ديننا معنى الوفاء بالعهود فإن هذه الخروقات قد فوتت الفرصة على العدو وسنضطر للرد على كل خرق صهيوني في الأيام المقبلة بدون هوادة " . 4-العدو يتحمل كافة المسؤولية عن خرق الهدنة وفشل العملية السلمية : تثبت العملية الاستشهادية للجميع أن العدو الصهيوني بات لا يكترك بالتهدئة أو بمفاوضات السلام ، وهو يتحمل وحده المسؤولية عن فشل العملية السلمية ، لأنه لا يمكن السكوت – طويلا- على خروقاته المتكررة للهدنة ، وعلى عمليات الاجتياح والاغتيال التي لا تتوقف .. وهي تبرق للجميع رسالة مختصرة مفادها : " خارطة الطريق والهدنة لن تكونا حائلا بيننا وبين الرد " . رصد ردود الأفعال رد فعل حركة حماس على العملية الاستشهادية : وقال الشهيدإسماعيل أبو شنب الذي اغتيل بعد يومين من العملية، إن العملية في القدس جاءت في إطار ردود الفلسطينيين على الخروقات الإسرائيلية المتكررة للهدنة. وأضاف أبو شنب: "لقد أعلنـّا الهدنة، لكن إسرائيل تواصل القتل والاعتقالات". وتابع أبو شنب أن العملية لا تربك السلطة الفلسطينية، لأن ما يربك السلطة وحكومة أبو مازن هو سياسة إسرائيل . رد فعل الشارع الفلسطيني : قال شهود عيان إن بضعة مئات من الشبان خرجوا إلى الشوارع في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، الليلة، وقاموا بتوزيع الحلوى ابتهاجـًا بالعملية التفجيرية التي وقعت في مدينة القدس. وأضاف شهود العيان أن الشبان الذين حثوا على شن مزيد من الهجمات، أطلقوا الرصاص في الهواء تعبيرًا عن فرحتهم وقاموا بتوزيع الحلوى على السيارات المارة في المخيم. وردد الشبان هتافات، "الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل". رد فعل السلطة الفلسطينية : صرح مسؤول أمني فلسطيني رفيع المستوى، اليوم (الأربعاء)، أن السلطة الفلسطينية قررت قطع اتصالاتها مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وتوعدت بملاحقتهما . وقال وزير الاتصالات الفلسطيني، عزام الأحمد، لـ"ArabYnet" إن السلطة الفلسطينية تعرب عن عميق أسفها بشأن عملية القدس، مضيفـًا أن السلطة طالبت كل الفصائل الفلسطينية بالحفاظ على الهدنة، وعدم الانجرار وراء هذا النوع من الردود التي تطمح حكومة إسرائيل بتوريط الفلسطينيين فيها". رد فعل الساسة الصهاينة : وقرر رئيس الحكومة الإسرائيلي، أريئيل شارون، ووزير الدفاع، شاؤول موفاز، تجميد المحادثات السياسية مع الفلسطينيين حتى إشعار آخر، بالإضافة إلى وقف التقدم في العملية السياسية، وفرض الإغلاق التام على الضفة الغربية وقطاع غزة. وتم إلغاء نقل السيطرة على المدن إلى الجانب الفلسطيني، كما تقرر إلغاء اللقاءات الأمنية التي كان من المقرر عقدها، مساء أمس، بين رئيس قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي، اللواء غيورا آيلاند، وقائد الأمن الوطني في الضفة الغربية، الحاج إسماعيل. رسالة العملية إلى المجاهدين والشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية رسالة العملية إلى الشعب الفلسطيني .. إنها دعوة إلى الصمود والصبر والتحدي ، ودعوة إلى الثبات على طريق المقاومة .. ذاك الطريق الوحيد الذي يوصل إلى إعادة الحقوق إلى أصحابها ، واعلم أيها الشعب الفلسطيني المجاهد أن الله معك يؤيدك وينصرك .. قال تعالى : { إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبّتوا الذين آمنوا ، سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب ، فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان } الأنفال ( 12 ) . رسالة العملية إلى العدو الصهيوني :- إن المجاهدين من كتائب القسام ( وفصائل المقاومة الأخرى ) على أهبة الاستعداد للرد القوي .. فها هو المجاهد القسامي " رائد مسك " يخرج من ارض خليل الرحمن يثار للمجاهدين الذين اغتالتهم يد الغدر الصهيونية وعلى رأسهم الشهيد القائد : عبد الله القواسمي " وقد انتظرت مجموعته طويلا على مضض التزاما بقرار الهدنة عن الرد حتى بلغ السيل الزبا وتجاوز العدو حدوده في خروقاته التي لم تتوقف فما كان من مجاهدي القسام إلا تلقين العدو درساً موجعا ومؤلما لم يتوقعوا حجمه ونوعيته وكيفيته . وهي رسالة واضحة الدلالة للعدو مفادها : " إننا لسنا حريصين على الهدنة إن لم يلتزم هو بها وبشروطها " وفي تقدرينا أن العدو مضطر الآن ليتعلم الدرس وليأخذ مبادرة فصائل المقاومة بجدية وإلا فلينتظر النتائج . رسالة العملية إلى حكومة أبو مازن في السلطة الفلسطينية .. نقول لأبي مازن بعبارة مختصرة لا تحتمل التأويل ولا تقبل التفاوض .. " عليك أن تنحاز إلى شعبك .. إلى المقاومة الفلسطينية .. وإياك إياك أن تعين الباطل المتمثل بشارون وحكومته الصهيونية على حرب وملاحقة واغتيال المجاهدين من أبناء شعبك الذين اختاروا الشهادة بعز على الحياة بذل وتذكر قول الرسول الله – صلى الله عليه وسلم – [ من أعان ظالماً بباطل ليدحض به حقاً فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله ] رواه الطبراني في الصغير والأوسط . رسالة العملية إلى الأمتين العربية والإسلامية .. أمر الله تعالى المؤمنين بإعداد القوة ورد العدوان والطغيان فقال تعالى : { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ، وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ، وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون } الأنفال ( 60 ) . فالاستعداد فريضة تصاحب فريضة الجهاد ، ولا بد من توفير هذه القوة لما تصنعه هذه القوة في ميدان الجهاد مع العدو الصهيوني .. ومن فوائد هذه القوة :- 1-أنها تشكل الحماية والضمانة الوحيدة والأكيدة لرد العدوان عن الشعب المقهور بعد أن أثبتت كل الوسائل السلمية فشلها في إيقاف المد العدواني المتغطرس الذي طال العديد من أفراد الشعب ومقدراته ومؤسساته ، واتى على المئات بل الألوف من البيوت والأراضي .. 2-كما تشكل هذه القوة إرهاباً للعدو وتحطيماً لمعنويات جنوده .. فبدعم صمود الشعب الفلسطيني تتكسر كافة المؤامرات الصهيوينة التي تستهدف استئصال جذوة الجهاد في نفوس الشعب المجاهد .. 3-كما تمثل هذه القوة في الصمود والتحدي إسناداً للمجاهدين ودعماً ماديا ومعنويا لهم في تصديهم للعدوان المتواصل . من هنا كانت هذه القوة دعامة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها ، وما على الشعوب العربية والإسلامية سوى التسلح بسلاح الإيمان ، ودعم صمود المقاومة ومدها بالمال والرجال وعدم التراجع أو التخاذل أو الانخداع بالأوهام الانهزامية ، والمشاريع الاستسلامية . صور العملية :